ما سر ادعاء بعض الصهاينة من ان المغرب بلدهم الاصلي؟!

المتتبع لمنصات التواصل الاجتماعي التي ازاحت وساءل التواصل التقليدية من جراءد و قنوات تلفزية و غيرها، و احتلت الصدارة لدى الجماهير في معرفة الاخبار و الاطلاع على المستجدات، و الظواهر الجديدة التي تجتاح المجتمعات، و مشاهدة الأحداث عن كتب، يلاحظ ظاهرة طارءة في بلادنا المغرب، موازاة مع ما يجري في فلسطين و خاصة قطاع غزة، و ان كانت بوادر الظاهرة قد بدأت قبل ذلك بقليل مع ما عرف بتزوير جوازات السفر مغربية لبعض الصهاينة، لكن حاليا اخذت الظاهرة منحى أكثر حدة ان لم اقل خطورة، حيث كثر الحديث و بشكل مكثف و على عدة واجهات، التي من خلال ذلك يحاول كثير من الصهاينة ان المغرب وطنهم الأصلي، و بلادهم الحقيقية التي حملوها معهم رغم هجرتهم الطويلة، و انهم ما زالوا يتكلمون الدارجة المغربية، و متشبعون والتقاليد و العادات المغربية، التي كانوا يمارسونها في افراحهم و اتراحهم، و انهم ما زال لبعضهم ممتلكات عقارية بالمغرب، و ينظمون زيارات لبعض المدن و القرى التي كانوا يقطنونها، و يبحثون عن بعض الجيران الذين كانوا يجاورونهم في تلك المدن و القرى، كشهادة على ما يدعون.

و الغريب أن تلك الدعاوى تجد من بعض الأفراد و الجمعيات ذات التوجه الأمازيغي اليساري، مساندة قوية، و تروج له بقوة، عبر لقاءات ثقافية و محاضرات و كتابة مقالات و ربما تاليف تروج لتلك الادعاءات..

نعم، كانت هناك فءة من اليهود كانت تقطن بالمغرب منذ زمن ليس بالقصير، و مازال بعضهم موجودين لحد الان، لكن مع قيام مشروع الصهيونية الاستعماري، هجر عدد كبير منهم الى فلسطين، و انخرطوا في المشروع الصهيوني الذي ارتكب جراءم فظيعة في حق الشعب الفلسطيني، و اخرها الحرب الشعواء التي تجري حاليا في غزة، التي يمارس فيها العدو الصهيوني مساندا بالدول الغربية الإستعمارية، حرب إبادة جماعية ربما لم يعرف التاريخ لها مثيلا، تحت مراى و مسمع العالم بانظمته و حكوماته و هيءاته و منظماته..

فهل بعد هذه الجراءم التي امتدت لعقود ضد شعب بريء، حيث سلبت أراضيه و بيوته، و ممتلكاته و هويته، و سجن و قتل ظلما، و مورست عليه كل أشكال الظلم و العنصرية، هل سيصبح المغرب ملجأ لمجرمين، ليسوا كباقي المجرمين، يشهد التاريخ انهم مجرمون ارتكبوا كل أشكال الاجرام ضد الإنسانية.

ان الصهاينة يبذلون المال الوفير لتلك الجهات التي يساعدونهم (تمت الإشارة اليهم أعلاه)، في الترويج لادعاءاتهم الكاذبة بالانتماء لهذا الوطن، و هو منهم براء. لذا على الشعب المغربي الأبي و الاحزاب و منظمات المجتمع المدني و غيرهم التصدي لهذا الاختراق الذي لا شك يشكل خطرا على المغرب و سمعته و امنه و استقراره، لانه أدنى ما يمكن ان يؤدي اليه هذا العمل هو بث الفرقة بين مكونات المجتمع المغربي.

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-