حرب غزة ستغير العالم

عشرة شهور و الحرب الشعواء على قطاع غزة، غزة هاته التي لا تمثل جغرافيا الا قطعة صغيرة من حيث المساحة، و تعتبر من بين المناطق الأكثر كثافة، نظرا لصغر حجمها و ارتفاع عدد سكانها الذين يبلغون اكثر من مليونين من البشر. 

عشرة شهور و الطائرات الحربية و الدبابات و المدافع و البوارج الحربية تقذف القطاع بشتى أنواع القنابل و الصواريخ، حتى إحالت القطاع الى خراب في خراب، ربما لم تبق بناية فيه لم تسلم من اثار القصف، و البنية التحتية اصبحت في خبر كان، اما عن القتل و الموت فحدث و لا حرج، فقد استشهد اكثر من اربعين الف شهيد بين اطفال و نساء و شيوخ، و تم استعمال حتى سلاح الحصار و التجويع للامعان في قتل الغزيين العزل. و الصور و الفيديوهات المنتشرة على وساءط التواصل الاجتماعي، و تلك التي تتداولها القنوات التلفزية العالمية، تبين مدى بشاعتها، و مدى الوحشية التي يتمتع بها الجيش الصهيوني و الجيوش الغربية الداعمة (أمريكية و اوربية و هندية و كذا بعض القوات العربية، الذي صرح بعض المسؤولين الصهاينة و بعض حلفاءهم الامريكان ان بعض القادة العرب خصوصا من منطقة الخليج ابلغوهم أنهم يتمنون رؤية غزة تنمحي من على الخريطة، كذا)، فقد رأينا اجساد اطفال مبتورة الرؤوس، و اشلاء متناثرة لاجساد بشرية، و أخرى متفحمة بسبب النيران التي تشعلها بعض الانواع من الأسلحة المستعملة، التي يقال انها محرمة دوليا، لكنها محللة ضد المسلمين في غزة، و قبلها في افغانستان و العراق و غيرهما.

لكن مع كل ذلك، فإن المقاومة الإسلامية في غزة، ما زالت تتمتع بكامل قوتها، و تذيق العدو الصهيوني ضربات مؤلمة تفقده صوابه، و تجعله يتالم و يستغيث و يطلب المساعدة من حلفاءه المتعددين، بل ان جيش العدو باعتراف بعض قادته و بعض السياسيين الصهاينة، و بعض الدارسين الاستراتيجيين في الغرب، اعترفوا بأن الجيش الصهيوني قد انهار، حيث كثرت الانتحارات، و الانشقاقات، و بدا البعض يرفض الالتحاق بالجبهات التي يؤمرون بالتوجه اليها، و ان الذين يقودون المعارك في غزة الان هم الامريكان، و ان الآلاف مما يسمى بالشعب الاسرائيلي غادروا الدولة المصطنعة و عادوا الى اوطانهم الأصلية.

نعم، انه الفرق الواضح بين من يقاتل من اجل حقه المغتصب، و من يقاتل من اجل قضية مفتعلة خاسرة، مبنية على ادعاءات أسطورية خرافية، و اهداف جيوستراتيجية يهدف اصحابها مد اليد و السيطرة على خيرات المنطقة، بمساعدة بعض الخونة من ابناءها، الممثلين في تلك الكيانات العشاءرية التي اختلقوها في غفلة من اهلها، التي جعلوها عبارة عن محطات بنزين فقط كما قال د. عبد الله النفيسي استاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت.

و الملفات للنظر، هو كيف استطاعت تلك المقاومة الصمود في وجه الآلة العسكرية الصهيونية، و تكبدها ضربات موجعة و خسائر فادحة، رغم الفارق الكبير في العدد و العدة، فالعدو الصهيوني يتوفر على عتاد ضخم كما و نوعا، و ضباط مكونين في اعلى الأكاديميات العسكرية، و وساءل التجسس و الاستخبارات، رغم ذلك استطاعت المقاومة بامكانياتها البسيطة ان تدمر أسطورة الجيش الذي لا يقهر، الذي كان يستطيع أن يحسم معاركه مع بعض الجيوش العربية في أيام معدودة (و كان سبب ذلك أساسا بفعل خيانات بعض القادة)، و ان تذله و ان تمسح بسمعته الارض، و تظهر وحشيته و عدم احترامه للقوانين الدولية، مما جعل شعوب العالم، حتى التي تشكل دولها الداعم و الممول الرئيسي للكيان المصطنع، تتظاهر ضد وحشيته و قذارته و غطرسته و عدم التزامه باي حدود، الا في العالم العربي الذي تمنع أغلب دوله التظاهر ضد الصهاينة المجرمين و نصرة لاخوانهم الفلسطينيين، حتى ان دولة قطعت راس شابة لمجرد تعبيرها عن تضامنا مع الفلسطينيين في فيديو نشرته على منصة اليوتوب.

و كيف لو فتحت الحدود المجاورة لفلسطين، و استطاع الشباب الالتحاق لمؤازرة اخوانهم هناك في الجهاد، كما فعلوا مع الافغان ايام اجتياح الروس لهم، لكن مع الاسف آنذاك كان ذلك باذن من الامريكان، اما اليوم فالحصار مشدد على غزة و كذلك بتوجيه من الامريكان..لكانت اسرائيل قد أصبحت في خبر كان.

لقد إصطفى الله سبحانه و تعالى هؤلاء الرجال الاشاوس، و لعلهم المقصودون باولي الباس الشديد في الآية الكريمة بسورة الاسراء، و الحديث النبوي الشريف الذي أشار إلى طائفة من أمته قائمة على الحق، لمواجهة العلو الذي بلغه بنوا اسرائيل في الوقت الراهن، فالدولة الإسرائيلية في شبه انهيار، و اما الدولة العميقة الموظفة لاسراءيل المتشكلة من المسيحيين الصهاينة المتطرفين الذين يحاربون الاسلام منذ عقود، حيث دمروا افغانستان و الصومال و العراق و سوريا و اليمن و ليبيا و السودان، و قتلوا ملايين المسلمين، و هم يعملون على السيطرة على العالم بكل مقوماته، و اخضاعه لما يسمونه بالحكومة العالمية، بفرض عملة إلكترونية موحدة، و جيش موحد، و ادارة واحدة مختارة من طرفهم يخضع لها العالم، و القضاء على الملايير من البشر للابقاء على المليار الذهبي، و ذلك بافتعال الحروب و الاوبءة على شاكلة كوفيد 19 الذي ثبت بالدليل أنه مفتعل و ليس طبيعيا، و هذا المخطط كان بدا بكوفيد 19.

من هنا، يتبين أن المقاومة الإسلامية بغزة تخوض حربا كبرى ضد قوى الشر على الارض التي تريد الهلاك للنوع البشري بسبب جشعها و هوسها بالسيطرة على مقدرات المجتمعات و التحكم فيها، و بسبب افكار و هلوسات يدعون انها واردة في كتبهم المقدسة.

ان حرب غزة كما يذهب، ستكتب فصلا جديدا في تاريخ العالم، و مصير البشرية، و سينتج عنها نظاما عالميا جديدا سيحد و ربما يقضي على احلام ارباب المال و عباد العجل الذهبي.

و نحن لا يسعنا الا ان نتمنى النصر المؤزر للمقاومة الإسلامية بغزة، رغم التضحيات الجسام التي قدمها القطاع و ما زال. 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-